21/03/2021
آدم سميث، المدير التنفيذي في بوليبايب* الشرق الأوسط يبحث التأثير العميق لحلول الصرف الآمنة والمستدامة على المساحات التجارية، خاصة الآن في ظل أزمة كوفيد-19.
في الوقت الذي نشهد فيه ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة بسبب تفشى جائحة كوفيد-19، يبرز دور الصحة العامة في مدننا وأهميتها عن ذي قبل.
على ضوء انتشار الوباء العالمي، تواصل الصحة العامة القيام بدور أساسي في تشكيل مستقبل مجتمعاتنا. ولكن يبقى تركيزنا منصبًا على السعر بدلا من صحة الإنسان.
إن إقامة المدن والمجتمعات والمباني التي تدعم الصحة العامة ليس أمرًا سهلا يمكن تحقيقه بين عشية وضحاها. إنه يتضمن تبني منهج مدروس وعميق يبدأ من التخطيط والتصميم عبر التركيب والتشغيل والصيانة. وتتضمن العملية أيضًا التنسيق مع الحكومات والمؤسسات وصناع القرارات حتى يكون الاختيار مدروسًا يدعم الصحة والراحة.
وهنا يبرز دور أنظمة الصرف الصحيحة في تحقيق ذلك.
إن أنظمة الصرف أكثر من مجرد أنابيب. إنها تقوم بتصريف المياه من مبانينا بطريقة آمنة ويمكن التحكم فيها، لتكون مكونًا مركزيًا في استراتيجية المعالجة، كما أن لها علاقة مباشرة مع باقي الأنظمة الأخرى في المبنى، حيث تساعد على حماية المقيمين من الضرر.
لذا من المعروف أنه كلما كان نظام الصرف أفضل، كلما كان المبنى أكثر أمانًا وكفاءة للزوار والمقيمين والملاك.
إن وجود نظام صرف جيد الهندسة والتصميم يمكن أن يحدث كل الفارق. فخاصة الآن عندما أصبح العيش والعمل في أجواء صحية يحظى بالأولوية، لذا فإن تفهم التأثير العميق لأنظمة الصرف الآمنة والمستدامة في حياتنا اليومية أصبح أكثر أهمية عن قبل.
إن وظيفة حلول الصرف عالية الأداء هي الحد من مخاطر التعطل، ومن ثم خلق مساحات أكثر قوة وأمانًا تساعد على تعزيز الصحة العامة.
إنك، كزائر أو مقيم، يمكن أن تدرك فشل نظام الصرف من خلال الروائح الكريهة أو الأصوات المزعجة والتي لا تؤثر على الراحة فحسب، بل قد تكون ضارة بالصحة أيضًا. فالروائح الكريهة التي تدخل المباني من خلال الفتحات المسدودة، أو الصنابير الجافة، أو خطوط الصرف المعطلة يمكن أن تؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية وتضرر الجهاز التنفسي من خلال السموم الضارة المتسربة في الهواء.
من ناحية أخرى، وباعتبارك مالك المبنى أو مشغلها، فإن هذه الأمور قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. فإذا كان من الضروري إغلاق طابق في مبناك بسبب تعطل الصرف الصحي، فإن هذا يعني خسارة إيرادات كان من الممكن تحقيقها. بل إنها قد تؤثر على سمعة المبنى في حالة تعرض صحة أي من المقيمين للضرر من استنشاق هذه السموم. إن أنظمة الصرف عالية الأداء يمكنها الحد من مسؤولية الملاك وزيادة قيمة إعادة بيع العقار.
بالإضافة إلى ذلك، ترتبط عمليات إعادة تركيب أنظمة للصرف بالكثير من التكاليف والتي قد تؤثر على أي ربح يكون قد تحقق من المشروع بأكمله. لذا فإن اختيار النظام السليم منذ البداية يعد أمرًا ضروريًا عند إنشاء مبنى لدعم الصحة العامة.
إذا تم اختيار أو تركيب أو صيانة نظام صرف صحي غير مناسب، فإن التأثير سيكون خطيرًا. فلاشك أن القرارات التي يتم اتخاذها خلال التصميم والبناء يمكن أن تؤثر سلبيًا على الناس الذين يستخدمون المبنى، الأمر الذي يقود بدوره إلى أضرار صحية خطيرة وزيادة التعرض للفيروسات مثل سارس وكوفيد-19.
ولا تساعد حلول الصرف عالية الأداء على خفض انتشار الأمراض فحسب، ولكنها تمنع أيضًا تسرب الغازات السامة في البيئة، مما يساعد على تحسين التهوية والحفاظ على جودة عالية للهواء الداخلي.
ومن المثبت سواء في الأبراج السكنية الشاهقة وصولا إلى المشاريع التجارية الضخمة أنه من الضروري استخدام حلول الصرف الأكثر أمانًا واستدامة في كل مكان. وعادة ما تحتاج المستشفيات إلى إتباع منهج لا يتسبب في أي مخاطر عندما يتعلق الأمر بتصميم وتركيب أنظمة الصرف. لذا لماذا يقل اهتمام الناس في الأبراج المكتبية أو مجمعات التسوق بهذا الأمر؟
إن المباني التجارية تحتاج إلى إتباع نفس المنهج القائم على عدم وجود مخاطر تتعلق بالصرف الصحي، وذلك لضمان حماية الناس ليس فقط في بيوتهم ولكن في الأماكن التي يعملون بها ويتعلمون فيها ويتسوقون منها.
وبالتالي، يصبح الاعتماد على أي منتج للصرف الصحي غير كافي. فالأنظمة عالية الأداء والهندسة تتجاوز مجرد كونها منتجًا لتصبح حلولا شاملة للدعم توفر العديد من المزايا الاجتماعية والاقتصادية.
ولا يجب أن نغفل التأثير البيئي لأنظمة الصرف عالية الأداء. فبينما تسعى المدن إلى تبني نموذج الاقتصاد الدائري، فإننا نسعى إلى زيادة دمج المزيد من الحلول المستدامة في كل صناعة.
وهنا يجب استخدام أنظمة صرف منخفضة التأثير على البيئة والتي تضمن طرق تصنيع أكثر نظافة. هذا يعني أن تصدر عملية الإنتاج مخلفات أقل. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأنظمة قد تكون بديلا للمواد التقليدية خاصة تلك التي يمكن إعادة تدويرها بالكامل ومن ثم دعم فلسفة الاقتصاد الدائري.
إننا نشهد في الوقت الحالي واحدة من أكثر الأزمة الصحية حدة وصعوبة. لذا فإن توفير مساحات صحية آمنة تصبح عاملا هامًا للغاية لأنفسنا ولأحبائنا.
يجب علينا أن ندرك أن المياه تلعب دورًا هامًا في إدارة الأزمة العالمية. فالماء هو النفط الجديد، لذا فإن تبني حلول الصرف السليمة تتيح لنا جمع وإعادة تدوير وإعادة استخدام المياه، ومن ثم خلق دورة مستدامة لاستخدام واحد من أكثر الموارد ندرة. إن طريقة استخدام وترشيد وإدارة المياه- من خلال تبني حلول آمنة ومستدامة هي التي سيكون لها التأثير الأكبر على الأجيال القادمة.
* يقع المقر الرئيسي لشركة بوليبايب في المملكة المتحدة، وتعد إحدى أكبر شركات التصنيع الأوروبية وأكثرهم ابتكارًا لأنظمة الأنابيب البلاستيكية مع تاريخ طويل من العطاء وسجل واسع من الاعمال الناجحة في الأسواق الخارجية مثل أسواق الشرق الأوسط.