19/07/2021
بيرنارد هورنانج، رئيس العمليات، البيئة المبنية في كولتراكو ألتراسونيكس* يلقي الضوء على أهمية إحكام الهواء سواء الآن في ظل الوباء العالمي أو في المستقبل لمواجهة أي أزمة صحية قد تنشأ من جديد.
اليوم، وفي ظل جهود مقاومة وباء كورونا، أصبح من المهم فحص إحكام الهواء في الغرف. فالمبنى الذي لا يتمتع بإحكام جيد للهواء لا يمكن تهويته بشكل سليم. الآن الوقت المناسب للـ «البناء المحكم. التهوية السليمة».
حتى وقت تفشي هذا الوباء العالمي، كانت هناك الكثير من الإحباطات بشأن الخطوات البطيئة لتبني تكنولوجيا داخل البيئة المبنية. وبينما حققت الصناعات الأخرى تقدمًا ملموسًا في هذا المجال، فإن فرق البنائين كانوا يحاولون تلبية الحد الأدتى من معايير أداء المباني. وقد كان هناك مجالا واسعًا للتحسين. فقد فشلت المباني الجديدة في الوفاء بأهداف الاستهلاك المنخفض للطاقة، وفي تحقيق رضا السكان فيما يتعلق بالقضايا الأساسية مثل سهولة الاستخدام، والراحة في فصل الصيف، والحد من تكاليف الطاقة. وحتى الآن يتم إجراء تقييمات قليلة على أداء المباني في المشاريع لسد فجوة الاداء.
كيف غير وباء كوفيد-19 العمل في القطاع
لقد ساهم الوباء في توجيه صناعة البناء إلى الاتجاه الصحيح. فقد شهدت العديد من العمليات تغيرًا ولم يعد هناك مجال للعودة لما كنا عليه. ولاشك أن التطورات التكنولوجية التي كانت تحتاج إلى بعض العقود لكي تحدث، قد تحققت الآن، وذلك بسبب دور الوباء في تسريع حركة تبني التكنولوجيا المتطورة.
يتم قياس معظم المباني للتعرف على إحكام الهواء، ونفاذ الهواء، وتسربات الهواء مع تكنولوجيا قديمة غير متطورة، بما يجعل عمليات الاختيار صعبة ومستهلكة للوقت ومرتفعة التكلفة. لكن من المهم كشف وتحديد كمية تسربات الهواء في الغرف والمباني. فالآن أصبح من الممكن الكشف عن تسرب للهواء بقطر 0.5 مم فقط وتحديد مكانه باستخدام 520 Portascanner Airtight، وهو حل متميز من كولتراكو ألتراسونيكس نجح في تطوير عمليات اختبار إحكام الهواء والنفاذية إلى معايير القرن الحادي والعشرين.
لقد كانت كولتراكو ألتراسونيكس إحدى الشركات الحاصلة على منحة للاستجابة الفورية لكوفيد-19 والتي قدمتها الحكومة البريطانية من خلال InnovateUK للتكنولوجيا للمساعدة في منع انتشار العدوى في المستشفيات واحتواء الفيروس من خلال إحكام الهواء في وحدات العناية المركزة. وكانت المنحة مخصصة لتطبيق تكنولوجيا إحكام الهواء الحاصلة على جائزة تقديرية بالفعل وتحويلها إلى اختبار مناسب لإحكام الهواء في الغرف. وفي خلال ثمانية شهور فقط، نجحت كولتراكو ألتراسونيكس في تصميم وتصنيع حلين مبتكرين لمساعدة NHS في التحكم في العدوى، ومساعدة قطاع البناء على ضمن تهوية فعالة من خلال إحكام الهواء.
وفي ظل الجهود الرامية إلى منع انتشار الأمراض المحمولة بالهواء، شهدت الشركة نموًا سريعًا في الطلب على تكنولوجيا الكشف عن تسربات الهواء وبرزت الحاجة إلى إعادة تصميم البيئة المبنية.
يمكن لـ 520 Portascanner Airtight ضمان إحكام الهواء في المباني بحيث يطمئن الناس عند عودتهم إلى «سلامة المباني»، و«العمل بأمان» من خلال التهوية المناسبة في هذه المباني. فهذا يضمن تشغيل جميع أنظمة التهوية بكفاءة ومن ثم تعزيز جودة الهواء الداخلي الذي أصبح يشكل قضية هامة.
لا توجد تكنولوجيا بديلة لقياس حجم تسرب الهواء مباشرة، ولكن بدلا من ذلك يمكن الاستدلال عليها من اختلافات قياسات ضغط الهواء، والذي يفترض أن يتم احتسابه في درجة حرارة وضغط ثابتة، وهذا لا يحدث في الواقع. هذا يعني بأن التكنولوجيات البديلة تتسم بعدم الدقة والتي يمكن تقليلها، ولكن ليس القضاء عليها بالكامل، من خلال مشغلين مهرة باستخدام حاسبات يدوية.
ولأول مرة ومع الحد الأدنى من التدريب، يمكن للمستخدمين تحديد التسرب، وكمية التسرب، وحساب معدل تدفق الهواء من خلاله، وإيجاد قيمة لنفاذية الهواء في الغرفة. يمكنهم أخذ إجراءات دقيقة عند اللزوم، مع الاطمئنان الكامل بإحكام الهواء في الغرفة وفعالية التهوية في تدوير الهواء النظيف.
حل المشكلة
تتجه فرق العمل في الموارد البشرية وإدارة المرافق إلى الحفاظ على راحة المباني والمساحات، وضمان استدامتها وكفاءتها وسلامته وصحته، فضلا عن صيانتها. وتزداد هذه القائمة مع زيادة التطلعات بقدرة المباني على تقديم المزيد. هذا «المزيد» يشتمل على مواجهة تأثير التغير المناخي من خلال تعزيز كفاءة ترشيد الطاقة. ولكن «المزيد» سوف تعني بعد هذا الوباء تقييم جودة الهواء الداخلي.
ينفق 70 بالمائة من سكان العالم نحو 90 بالمائة من وقتهم في الداخل، وتقدر منظمة الصحة العالمية بأنه في عام 2020 سيكون هناك أكثر من ستة مليون حالة لوفاة مبكرة بسبب تلوث الهواء، والتي يرجع معظمها إلى ضعف جودة الهواء الداخلي.
تملك عمليات الرقمنة القدرة على تطوير المباني من مجرد هياكل ثابتة خاملة إلى أنظمة تفاعلية ومعرفية. لقد أصبحت البيوت الآن ذاتية أكثر بحيث تضمن المكونات الميكانيكية داخل المساحات بقاء المقيمين في أجواء أكثر أمانًا وصحة وراحة.
تلعب جودة الهواء الداخلي دورًا هامًا سواء بدنيًا أو ذهنيًا، وفي ظل كوفيد-19، فإن تنقية الهواء الجيدة قد تعني الفارق بين المرض والصحة، وفي بعض الأحيان بين الحياة والموت. ومن أهم المتطلبات اللازمة لتهوية ميكانيكية موفرة للطاقة ولتنقية فعالة للهواء هو تحقيق الحد الأدنى من مستوى إحكام المياه في المباني. لقد زادت المخاوف المتعلقة بتلوث الهواء، كما هو الحال بشأن الحفاظ على مستويات كافية من الأوكسجين داخل البيئات المبنية.
إن الهواء الذي نستنشقه يشتمل على غازات متعددة، ولكن لكي يمارس الإنسان حياته طبيعي يجب أن يحتوي هذا الهواء على الأوكسجين الكافي. ووفق ضغط البيئة الطبيعي، عادة ما نستنشق هواءً يحتوى على 20.9 بالمائة من الأوكسجين. وإذا ما انخفضت هذه النسبة بواحد أو اثنين بالمائة، فإن الإنسان يواجه صعوبات وتصبح البيئة سامة، مما يعني أن مستويات الأوكسجين منخفضة وقد تكون ضارة. إن الإنسان مثل الحريق يحتاج مستويات ثابتة ومؤكدة من الأوكسجين، وعندما نستهلك الأوكسجين فإنه يجب استنشاق المزيد منه.
الوباء وتهوية المباني
إن اختيارات التصميم المحددة للمباني الآن ستظل معنا لسنوات قادمة. وهذا أمر جيد لأنه يتم التركيز الآن على «البناء المحكم، التهوية السليمة». فكوفيد-19 لن يكون الوباء الأخير الذي سنشهده، ولكن المساحات التي نعيش فيها ستكون أكثر استعدادًا بشكل أفضل عندما يظهر أي وباء جديد. فالاختبارات الدورية لإحكام الهواء، ونفاذية الهواء، وسرعة تحديد تسربات الهواء في المباني وكميته وبالتالي اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة، قد أصبحت من الأمور الممكنة. إن جودة الهواء في الداخل يعد قضية هامة لتصميم المباني في البيوت والمكاتب والمستشفيات والمدارس والمصانع. إن حياتنا وعملنا سواء كان ذلك في بيوتنا أو أي مكان آخر هو المكان الذي نحتاج فيه إلى الأمان والإنتاجية.
* تــصدر كــولــتراكـو ألتــــراســــونيــكس منتجاتها إلى 125 دولـــة تشـــمل العــــديد مــن دول الخليج العربي.