21/10/2021
تعد الفعاليات الضخمة مثل إكسبو 2020 محفزًا رئيسيًا لتحقيق النمو في قطاع العقارات مع حدوث زيادة ملموسة في أنشطة مراكز التسوق، والسكن الراقي، والفنادق، وأكثر من 400 مطعم منذ الإعلان عن إقامة معرض إكسبو 2020، كما يقول كريس سبيلر، مدير مجموعة سيتي سكيب، الحدث العقاري الرائد المقرر أن يقام حضوريًا في دبي الشهر القادم (من 7 إلى 11 نوفمبر).
وبالرغم من التحديات التي فرضها تفشي فيروس كوفيد-19، فإنه يتوقع أن تشهد صناعة العقارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انتعاشًا خلال سنة أو سنتين. وسوف يكون معرض إكسبو 2020 دبي دليلا مرشدًا للمئات من فرص الأعمال الجديدة، والمطورين العقاريين في دولة الإمارات لتعزيز قيمة مقابل المال سواء من خلال الوحدات الأكبر أو المرافق الأرقى لجذب المشترين.
وعلى المدى الأطول، سوف يواصل إرث معرض إكسبو 2020 ترك أثر على القطاع العقاري في الإمارات. فقد حددت وقسمت خطة دبي الحضرية 2040 المدينة إلى مناطق رئيسية لاستمرار المشاريع الحضرية، مع التركيز على الكفاءة والاستدامة والتنقل.
في ظل خارطة طريق واضحة المعالم حول مستقبل التطوير في هذه المناطق، فإن القطاع العقاري يشهد فترة جيدة،» كما يقول سبيلر.
ومن المقرر أن ينتقل معرض سيتي سكيب إلى مركز دبي للمعارض في منطقة إكسبو 2020.
أجزاء من المقابلة:
ما هو تأثير إكسبو 2020 على القطاع العقاري في دبي ودولة الإمارات، بدءًا من الإعلان عن إقامة المعرض في دبي.
منذ الإعلان عن أن معرض إكسبو 2020 سيقام في دبي، شهدت الإمارة زيادة في المشاريع السكنية والتجارية حول الموقع. فقد ظهرت مجمعات تجارية جديدة، وفنادق، وأكثر من 400 مطعم، فضلا عن الوحدات السكنية الراقية، وممرات الدراجات والتي سيتم استكمالها قبل إقامة المعرض.
وحسب آخر تقرير صادر من إرنست آند يونغ بعنوان «التأثير الاقتصادي لمعرض إكسبو 2020 دبي»، من المقدر أن يجلب المعرض نحو 122 مليار درهم (33.2 مليار دولار) للاقتصاد الإماراتي. وبينما سيأتي ذلك في المقام الأول من السياحة والضيافة وصناعات المأكولات والمشروبات، فإن هناك زيادة ملموسة في الطلب على الشقق المستأجرة مع توقع زيادة في عدد زوار دبي. إنها فرصة رائعة لأصحاب العقارات والمستثمرين الباحثين عن سوق قوية لعقاراتهم.
كما من المتوقع أن يزيد الطلب من مستثمري العقارات الأجانب، فضلا عن زيادة المشاريع السكنية الراقية في مختلف أنحاء دبي مثل بالاس ريزيدنسز وتونينو لامبورجيني ريزيدينسز. وسيضم موقع إكسبو 2020 العديد من التطورات في العقارات، بما في ذلك العجائب المعماري لأجنحة الشرق الأوسط.
وبالنسبة للمشاريع في قطاع الضيافة، فحسب قاعدة بيانات توب هوت بروجكتس، فإن هذا العام بدأ بتوقع طرح 434 فندقًا، و81792 غرفة في الأسواق العالمية في يناير 2022.
وبالرغم من التحديات التي فرضها فيروس كوفيد-19، فإن تقرير «العقارات في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الذي صدر عن إنفورما ماركتس في 2021 وجد أن 74 بالمائة من المشاركين يتوقعون انتعاش صناعة العقارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال سنة أو سنتين منذ 2020. ومن أبرز العوامل المحركة لهذا النمو هو الفعاليات الإقليمية الضخمة مثل إكسبو 2020.
ما هي أنواع المشاريع التي يرغب المطورون في تنفيذها؟
من المهم أن يدرك المطورون الطلبات المتغيرة للمستثمرين والمؤسسات، خاصة وأن معرض إكسبو 2020 يفتح أبوابه لمئات من الشركات الجديدة. إن تقديم القيمة مقابل المال للوحدات الأكبر أو المرافق الراقية سيكون عنصرًا أساسيًا في جذب المشترين. وسيتعين على مطوري العقارات التجارية توفير مساحات مرنة للمطورية لخلق مساحات مثالية لشركاتهم بدلا من المساحات مسبقة التقسيم.
إننا نشهد حاليًا إنجاز هذه التغييرات عمليًا. فالمطورين يركزون الآن على المرافق الراقية مثل صالات الألعاب في مساحات المعيشة. كما تشهد المباني الصديقة زيادة ملموسة.
وبسبب انتشار الوباء العالمي، أصبح العمل من المنزل أمرًا عاديًا. هذه النقلة في مكان العمل قد شجعت مشتريي السكن على الاستثمار في العقارات الأكبر مثل الفلل ووحدات التاون هاوس لضمان راحتهم أثناء العمل من المنزل.
هل شهدت الشهور الماضية ارتفاعًا في الطلب على العقارات؟ ما هي المناطق الأكثر طلبًا؟
نعم، شهد نشاط السوق ارتفاعًا خلال الستة شهور الماضية. وبدأت أسعار الفلل العائلية والعقارات الساحلية والواقعة في ملاعب الغولف على الاستقرار. وكما ذكرت سابنا غاجيتاني، محلل ستاندرد آند بورز في أوائل هذا العام، فإن الأسعار انخفضت بنسبة 40 إلى 50 بالمائة من الذورة التي وصلت إليها في 2014. وفي نهاية 2020، كانت أقل بنسبة 5 إلى 10 بالمائة عن العقد الماضي.
وعلى مدى الشهور القليلة الماضية ومع ارتفاع الأسعار في السوق، اتجه المطورون إلى بناء شقق وفلل جديدة مرة أخرى. وسجلت أسعار الإيجار انخفاضًا عن المعتاد، مثلما كان حال أسعار العقارات وأسعار القروض العقارية، لتبدو النظرة المستقبلية جذابة للراغبين في الشراء من السوق.
هل تتوقع ارتفاع عدد المستثمرين بين زوار معرض إكسبو دبي 2020؟ وما هي الحوافز التي تقدم لجذب مثل هؤلاء المستثمرين؟
مع زيادة عدد زوار الإمارات لحضور إكسبو 2020، فإننا نتوقع زيادة في المستثمرين المحتلمين في قطاع العقارات في دبي. لقد أصبح الاستثمار في دبي أكثر جذبًا بسبب الحوافز الحكومية التي تقدمها الحكومة، مثل إصدار تأشيرات جديدة «تأشيرت خاصة للمستثمرين والمتقاعدين- تأشيرات الإقامة الذهبية، خفض القرض-إلى-القيمة للمشترين لأول مرة إلى 20 بالمائة وفق مصرف الإمارات المركزي. هذه المبادرات توفر دفعة قوية للصناعة، وبالتالي الاقتصاد.»
ما هي أحدث التوجهات في القطاع العقاري وكيف ترون تطورها في ظل فترة ما بعد الوباء؟ بعد إكسبو 2020؟
لاشك أن الوباء سوف يواصل التأثير على حياتنا وهو الموضوع الرئيسي لرواد الصناعة وصانعي القرارات. ومع اعتياد الناس على العمل من البيت والاتجاه إلى خلق مساحات عمل توفر التباعد الاجتماعي، فإننا سوف نشهد استمرار القطاع العقاري التجاري في مواكبة النقلة في الطلبات.
وسوف تراجع الشركات الطريقة التي تقوم بها بهيكلة وتشغيل المساحات التجارية والمساحات الخاصة. ومع استمرار هذه التغييرات في التأثير على الشركات والأعمال، سوف نشهد اتجاه المستثمرين إلى مراجعة توجهاتهم التقليدية بحيث يصبح التصميم متماشي مع الاحتياجات.
ومع وجود خطة دبي العمرانية 2040، فإننا سوف نشهد تغييرات على نطاق واسع في مساحات التطوير في المدينة، وسيواصل إرث إكسبو 2020 التأثير على القطاع العقاري في الإمارة. وقد قامت المبادرة بتحديد وتقسيم المدينة إلى ست مناطق رئيسية للاستمرار في إقامة المشاريع الحضرية، مع التركيز على الكفاءة والاستدامة والتنقل. وفي ظل خارطة طريق واضحة المعالم عن التطورات الحضرية في هذه المناطق، فإن القطاع العقاري في دبي سوف يشهد فترة رائعة.
في ظل تطور موقع إكسبو، يرجى توضيح تأثيره على المشاريع والطلب في القطاع العقاري في المناطق المحيطة. كيف ترى فترة ما بعد إكسبو 2020؟
لقد فتح معرض إكسبو 2020 آفاقًا جديدة للمستثمرين في المناطق مثل خليج الأعمال، وجميرا فيلاج سيركل، والمدينة الرياضية، والبرشاء جنوب والمناطق القريبة من موقع المعرض. وبينما مازالت نسبة إشغال العقارات منخفضة، فإن توسعة مطار آل مكتوم سوف يحدث زيادة هائلة متوقعة في السياحة إلى تلك المناطق. ومع تطوير البنية التحنية مثل وصلات جديدة للمترو، ومساحات تجارية وسكنية جديدة، فإن المنطقة سوف تشهد نموًا متسارعًا. لقد شهدت الإمارة تدفقًا كبيرًا من جانب السائحين الذين كانوا يعملون في بيوتهم، من دبي، ويتوقع زيادة هذا التوجه.
إن موقع إكسبو سوف يضم مجتمعًا جديدًا تم تصميمه للاستفادة من ما بعد المعرض. أكثر من 10 كم من مضامير الدرجات، و45900 متر مربع من الحدائق، ومرافق أخرى سوف تؤدي جميعها إلى نمو المنطقة إلى وجهة تجارية وسكنية بارزة بعد المعرض,